
هناك العديد من ألعاب الفيديو الشعبية التي تتشارك العالم أو الكون نفسه مع بعضها، حيث بعد اكتساب لعبةٍ ما شهرةً واسعة يشجع ذلك مطوريها على التوسع شيئًا فشيئًا في قصصها وعوالمها، إلى أن تتخطى في النهاية عالمها الخاص وتبدأ في الاندماج مع عوالم سلاسل ألعابٍ آخرى، ومع ذلك قد لا يكون الإندماج واضحًا دومًا للكثير من اللاعبين، ولن يدرك الرابط المخفي بينها سوى اللاعب اليقظ وشديد الانتباه، حيث قد تكون الأحداث تجري بنفس الكون تمامًا دون إشارةٍ واضحة لذلك، وقد يكون ذلك تسترًا مقصودًا من المطورين ليتم الكشف عنه لاحقًا في اللحظة المناسبة، لكنهم قد يتركون بنفس الوقت القليل من الأدلة المخفية لعشاق ألعابهم التي تشير إلى حقيقة تشارك ألعابهم المفضلة بنفس الكون أو العالم.
سنتكلم في مقال اليوم عن 6 أمثلة عن هذه الألعاب التي تتشارك العالم ذاته، ونسلط الضوء على الروابط بينها، ونستكمل البقية في الجزء القادم من المقال.
ارتباط Red Faction وSaints Row بالشركة الشريرة Ultor نفسها
تظهر شركة Ultor Corporation الشريرة في كلا اللعبتين، حيث تنمو قوتها تدريجيًا خلال أحداث سلسلة Saints Row، بينما ستلاحظ أنها بلغت ذروة قوتها في لعبة Red Faction وأحكمت السيطرة على المريخ، ولكن مطوري السلسلتين Volition لم يصرحوا بشكلٍ رسمي أن أي صلةٍ بينهما، لكن الرابط واضحٌ بشكلٍ كبير، وربما قد يتم الربط بينهما بشكلٍ رسمي في أجزاء أخرى بالمستقبل.
عالم Grand Theft Auto قد يضم لعبتي Manhunt وBully
يحاول عشاق شركة Rockstar الكبيرة البحث باستمرار عن أي إشاراتٍ أو دلالاتٍ مخفية لإرتباط عوالم ألعابها الشهيرة مع بعضها، حيث تجري أحداث Manhunt في مدينة Carcer التي تم ذكرها في عدة ألعاب من سلسلة GTA، حتى أن بطل اللعبة James Earl Cash يظهر في العديد من ألعاب GTA من خلال بعض المُلصقات الجدرانية ووسائط التواصل الإجتماعي.
بينما تظهر بعض المواقع الرئيسية من لعبة Bully وهي Bullworth والأكادمية الشهير بها، في عرضٍ تلفازيٍ بلعبة GTA 4 باسم I’m Rich، حيث يتم ذكر أنها المدرسة الداخلية للنجمة الشهيرة Jill Von Crastenburg، التي لها ظهورٌ بسيطٌ في GTA 4 و GTA 5، كما أن هناك العديد من الإشارات الصغيرة في لعبة Bully لسلسلة GTA وعالمها، مثل نماذج السيارات المستمدة من أجزاء سلسلة GTA الشهيرة Vice City وSan Andreas.
تشترك Doom وWolfenstein في أبطالها وتاريخهم
لا تتشارك ألعاب ID Software مثل Doom و Wolfenstein العالم نفسه فحسب، حيث أنها تتشارك في أبطالها وتاريخهم أيضًا، حيث تستكشف Wolfenstein جزءًا كبيرًا من أصول بطل السلسلة “William Blazkowicz”، وتُظهر لنا ابنه Arthur Blaze وحتى حفيده William Joseph Blazkowicz، وهو شيءٌ في غاية الأهمية في الربط بين اللعبتين، لأن عائلة Blazkowicz أصبحت هدفًا لشيطان قوي في لعبة Wolfenstein RPG، حيث يتم استدعاء الشيطان الذي يدعى Harbinger of Doom، من قبل النازيين في اللعبة، ويتحتم على Blazkowicz هزيمته بتفجير ذراعه وقدمه ثم إعادته إلى أعماق الجحيم، لكن يتعهد الشيطان بتعذيب عائلة Blazkowicz لنهاية الزمان قبل أن يختفي.
يمكن أيضًا مواجهة الشيطان نفسه في Doom، الذي يُعرف باسم “Cyberdemon”، حيث أن أطرافه الحقيقية العضوية مفقودة بشكل غريب، وهو ما يشير إلى نفس الشيطان الذي هزمه Blazkowicz في لعبة Wolfenstein، وبالنظر إلى عدد المرات التي يجبر بها Doomguy على مواجهة Cyberdemon، فمن المحتمل جدًا أنه يكون هو نفسه أحد أفراد عائلة Blazkowicz، كما أكد Tom Hall المؤسس المشارك لشركة ID Software، هذه النظرية في موضوع طرح في تغريدة على التويتر في عام 2018.
نهاية Drakengard تمهد الطريق لبداية Nier Automata
أصبح الارتباط بين Drakengard و Nier موضوعًا شائقًا للعديد من الحوارات بين عشاق شركة Platinum منذ اكتشاف أن عالم ما بعد انهيار الحضارة البشرية في Nier كان استمرارًا للعوامل والعواقب التي حصلت في Drakengard وبيئتها الخيالية، ويبدو أن هناك جدول زمني منطقي ومدروس بين اللعبتين.
حيث تدور قصة كلا اللعبتين حول قوة شريرة تهدف للقضاء على البشرية، وفي لعبة Drakengard تنتمي الشخصيات المعادية إلى طائفةٍ شريرة تسمى الـ Watchers، التي تسعى إلى استخدام بذور زهرة قديمة لاستدعاء كائن قوي قادرٍ على تدمير العالم، وفي إحدى نهايات Drakengard يسافر Caim عبر بوابة إلى بُعد آخر من أجل هزيمة شيطان ما وينتهي به الأمر إلى الانتقال إلى طوكيو، ثم يُقتل هو وتنينه بغارة جوية ويطلق موتهما قوة سحرية تصيب كل البشر، وهذا ما يمهد ما حصل للبيئة والعالم في سلسلة Nier.
وتحاول البطلة الرئيسية وأختها البقاء على قيد الحياة في عالم قبل أحداث Nier Automata ما بعد انهيار الحضارة البشرية، بعد أن تم القضاء على معظم البشرية بسبب مرض غامض، وهذا هو الرابط الكبير بين السلسلتين.
BioShock وGone Home
تم الكشف عن الكون المشترك بين Gone Home و BioShock من خلال اعترافٍ صريح من المطور بذلك، حيث أعرب عن رغبته بربط عوالم الألعاب معًا منذ البداية، و كشف Steve Gaynor كاتب Gone Home والمؤسس المشارك لشركة Fullbright في عام 2018، بالبودكاست الخاص به Tone Control كيف يتصل عالم Gone Home بعالم BioShock حسب رؤيته، وأوضح كيف أن الأشياء التي تحدث في DLC 2 Bioshock، Minerva’s Den، لها تأثير على ما يجري في Gone Home.
وهناك رابطٌ أخر بين Gone Home و Bioshock وهو لعبة فيديو في Gone Home تسمى “Super Spitfire”، وفي الواقع اسم اللعبة هو إشارة إلى لعبة في 2 Bioshock، والتي تسمى فقط “Spitfire”، وقد تم نشر اللعبة في Gone Home بواسطة CMP Interactive، وهي الأحرف الأولى للأبطال Minerva Den، Charles Milton Porter، ووفقًا لـ Gaynor قرر Porter أخذ “Spitfire” إلى السطح بعد أن نجت من أحداث 2 Bioshock! وهنا نجد رابطًا قويًا للغاية بين اللعبتين.
ظهور Kane & Lynch في ألعاب Hitman
تشترك اللعبتان في العالم نفسه ويتم التلميح إلى هذا الرابط لأول مرة في لعبة Hitman Blood Money، حيث يمكن للعميل 47 التقاط صحيفة بها تقرير عن هروب Kane & Lynch من حافلة السجن ومحاولة الشرطة العثور عليهما، ثم توقفها عن البحث وإلغائه في النهاية بعد عجزها عن إيجادهم.
وفي جزء Absolution يظهر Kane & Lynch فعليًا خلال مهمة للعميل 47!، ويمكن للاعب التفاعل معهم أو حتى قتلهم!، وهناك لدى Kane مشهد سينمائي كامل مخصص له، والذي يمكنك عرضه من خلال التحريض على القتال في الحانة.
في الختام.. ذكرنا لكم 6 أمثلة على ألعاب فيديو تتشارك العالم أو الكون نفسه، أو تملك بعض الإشارات أو الدلالات الخفية لبعضها، وسنستكمل البقية في الجزء القادم من المقال.
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم، هل تؤمنون بإرتباط هذه الألعاب، وهل لديكم دلائل أخرى تربطها مع بعضها لمشاركتها معنا؟
كما يمكنكم متابعة مقالنا عن أسرار وألغاز الألعاب التي استغرق اكتشافها وقتًا وجهدًا طويلًا.