مقالات

تقرير : السينمائية في ألعاب الفيديو أين وصلت ؟

القرن العشرين، حيث كانت السينمائية في البداية “آركيدية” إن صح التعبير، أي أنه لا توجد هنالك أي قصة أو ما شابه في اللعبة، إلى حين أن بدأ مطورو الألعاب رحلة تضمين قصة و إن كانت مقتضبة للألعاب شيئاً فشيئاً ، إلى أن أصبحت القصة و حبكتها عاملاً لا يتجزأ عن مسببات نجاح أي لعبة من فشلها. لكن أخي القارئ ، إذا كنت من جيل الثمانينات (حيث بدايات ألعاب الفيديو و ارتباطها بالقصص، سأذكر على سبيل المثال Final Fantasy الأولى عام 1987

 حيث كانت لعبة تعنى بالقصة بشكل مفصل ستعرف تماماً أن تكنلوجيا الألعاب و العرض كانت متأخرة و لا تنافس أبداً أياً مما يعرض على التلفاز من أفلام أو مسلسلات ، فأنت من جيل ال 8 بت و من جيل ال 16 بت الذي كان يعاني بسبب ضعف إمكانيات منصات الألعاب ، حيث كان عزاؤنا الوحيد هو إبداع المطورين و إتيانهم بكل فكرة رائعة حينها. أما إذا كنت من الجيل الجديد ، فأنت محظوظ كفاية لتنعم بكافة وسائل الرفاهية المرئية ، حيث وصل الأمر الآن لطريقة العرض الثلاثية الابعاد ، و النظام الصوتي المحيط بك و بأعلى دقة ، حيث غدا للبعض الذهاب خارج المنزل أمراً غير محبب حتى .

بالنسبة لموضوعنا ، فكما أسلفت الذكر ، ضعف إمكانيات منصات الألعاب كان سببا رئيسيا في ابتعاد الألعاب عن كونها أشبه بفلم تكون أنت فيه البطل ، لكن الآن الأمر لم يعد كذلك ، صحيح ؟ فالمطورون الآن يعنون بشكل كبير فيما يتعلق بالمرئيات و الإخراج ، و الحبكة القصصية ، حيث أصبحت بعض الألعاب برأيي أمتع بكثير من مجرد جلوسك و متابعتك لفلم مثلاً ، بما أنك ستكون في خضم التجربة .

 و ستأتيك العروض السينمائية في منتصف اللعبة و سيدخلك الأداء الصوتي و التقني للشخصيات في تجربة قد تجعلك تفضل لعبة الفيديو على مراقبة أحداث تجري أمامك فحسب. بعض الألعاب الآن يتم توظيف كتاب سينمائيين كبار و مخرجين حتى من أجل أن تكون خلاصة تجربتها على خير ما يرام . هنالك الكثير من الألعاب التي حذت هذا الحذو ولكن البعض منها إستطاع نقل السينيمائية في الألعاب إلى مستوى جديد . سنستعرض لكم خمس ألعاب إستطاعت من توظيف السينمائية بالألعاب بشكل لم تستطع فعله ألعاب أخرى .

MGS4

السينمائية

لمن لا يعرف هذه اللعبة ، فاسمها الكامل هو Metal Gear Solid 4: Guns of the Patriots، و هي من إنتاج شركة Kojima Productions . حصرية هذه اللعبة على جهاز PS3 كانت مزعجة للبعض في البداية ، و الذين لم تكن لديهم هذه المنصة هم من المحرومين برأيي من هذه التحفة الرائعة ، المنمقة و المصممة بعناية في جميع تفاصيلها.

و بما أننا نتحدث الآن عن العروض السينمائية ، فمن الجدير بالذكر أن كاتب القصة Hideo Kojima  و مساعده Shuyo Murata  اسمان كبيران في عالم الإخراج أيضاً ، حيث قاما بجعل هذه اللعبة أشبه بفلم أكشن هوليودي حقيقي ، حيث الاهتمام بجميع التفاصيل شيمة عهدناها منهما ، و تم استخدام تقنية Motion Capture في جميع ما يتعلق بحركة الشخصيات ( هذه التقنية تقوم على وضع حساسات حركة على جسد شخصية حقيقية ، و رصدها بالكومبيوتر و تسجيل الحركة عن طريقها و إسقاطها على الشخصيات المصممة بشكل ثلاثي الأبعاد ، من أجل محاكاة حركة الانسان الطبيعي ) و كانت النتائج مذهلة ، فحركة الشخصيات و حتى تفاعل تقاسيم وجوهها كانت بأدق التفاصيل ، و طريقة إخراج كل مشهد سينمائي لن تشعرك إلا و أنت تخوض في هذه التجربة السينمائية إلا بالذهول من شدة اهتمام مصممي و مطوري هذه اللعبة بها.

هذه العروض قد يصل الواحد منها إلى 30 دقيقة ( هنالك من اعتبر هذا الأمر سلبية كبيرة ، حيث أنه يقتل حماسة اللعبة) لكن برأيي ، هذا لا ضير فيه ، فما المانع من أن تحظى بأفضل تجربة هجينة ما بين الألعاب و الأفلام ؟ إذا كان كل ما تشاهده أمامك هو حبكة قصصية رائعة ، متوجة برسومات و إخراج سينمائي مذهل ، و اهتمام كبير بالتأثيرات الضوئية و الصوتية ، فلم لا ؟ لدرجة أن الغبار و التراب على عدسة الكاميرا سيظهر في حال حصل هنالك انفجار قريب أو ما شابه.

و قد تجد عليها بعض قطرات الماء أيضاً ، ناهيك عن الموسيقا التصويرية الرائعة ( حيث أن الموسيقار الكبير Harry Gregson-Williams كان و ما زال الرجل الأول في تقديم إبداعاته المتواصلة في السلسلة وهذه المرة بالتعاون مع Nobuko Toda الذي كان وراء الموسيقى التصويرية في Metal Gear Acid و Metal Gear Acid 2)كل ذلك ، جعل من العروض السينمائية في هذه اللعبة تضاهي ، بل و ربما تتفوق على معظم أفلام الأكشن التي رأيتها قبل تاريخ صدور هذه اللعبة (ربما كان كوجيما يريد الثأر من تفوق التكنلوجيا في أيام Metal Gear الأولى ، على جهاز صخر 1987 ، و يبدو أنه نجح في ذلك تمام النجاح) . على أي حال ، فهذه اللعبة على وجه الخصوص من أفضل ما تم إنتاجه من الألعاب فيما يتعلق بالعروض السينمائية لغاية اللحظة.

Uncharted 3

السينمائية

كنبذة عن هذه اللعبة ،فاسمها الكامل هو Uncharted 3: Drake’s Deception وهي من تطوير Naughty Dog و من نشر Sony Computer Entertainment America .هذه اللعبة حصرية على منصة PS3 (لسوء الحظ) ، لأن من لم تكن لديه هذه المنصة ، فقد أذهب الكثير من المتعة على نفسه أيضاً ، إنها لعبة أقل ما يقال عنها أنها “خرافية” ، هذه اللعبة في جزئها الثالث شهدت تطوراً ملحوظا من الناحية التقنية الخاصة بالتقاط الحركات البشرية و إسقاطها على أبطالها الثلاثيي الأبعاد و أهمهم ناثان دريك ، بطل هذه القصة الأوحد ، حيث ستجري قصتها في ربعنا الخالي الحبيب ، حيث سيكون على بطلنا البحث عن المدينة المفقودة (إرم ذات العماد) المعروفة في تاريخنا الإسلامي و المذكورة في القرآن الكريم.

كل ذلك سيشكل بيئة مناسبة لفلم و عروض سينمائية أشبه بأفلام الحركة الخاصة بإنديانا جونز (المغامر الشهير الباحث عن الكنوز في مختلف أنواع البراري و الكهوف) ، و هي لعبة امتدحها كل صديق و عدو ، حيث حازت على جائزة (أفضل لعبة للعام) و نالت الثناء على حبكتها القصصية ، و على الأداء الصوتي للمثلين ، و على رسوماتها ، و في النهاية العروض السينمائية بالطبع.

جودة العروض السينمائية في هذه اللعبة لم تأت من فراغ ، فعملية تطوير هذه اللعبة انطوت على استخدام كثير من التقنيات الحديثة ، منها تقنية Motion Capture و التي أسلفت ذكرها ، و قامت المخرجة Amy Hennig بذكر هذه التقنية مع إضافة تأثير عامل بيئة اللعبة الصحراوي على أبطال القصة ، و ما يترتب على ذلك من تأثيرات ضوئية و مرئية ، و خلاف ذلك من الاهتمام أيضاً بتفاصيل البيئة الصحراوية بحد ذاتها ، من رياح و رمال و خلاف ذلك.

إلى جانب عرض القسم الذي يحوي الواحات و الأبنية من الصحراء… هذا أكثر من كافٍ برأيي لجعل العروض السينمائية لأي لعبة تهتم بتفاصيل كهذه رائعة للغاية ، لحسن الحظ ، و بما أنه لدي معرفة ببعض الأفلام التي تأثر بها مخرجو هذه اللعبة ، فهذه اللعبة فعلاً تأثرت بالشخصية المشهورة “إنديانا جونز” التي قدمها المخرج العالمي ستيفن سبيلبيرغ في سلسلة أفلام المغامرات الشهيرة ، و سآتي على ذكر بعض الأماكن التي استعارت هذه اللعبة بعض لقطاتها السينمائية من الفلم من بعض الأفلام:

01. يبدأ مشهد اللعبة بناثان باحثاً في مكتبة فرنسية عن معلومات حول الكنز الذي يسعى وراءه ، التشابه بين اللعبة و فلم Indiana Jones and the Last Crusade يأتي من الصوت أولاً، حيث يسمع ناثان دريك صوتاً مريباً يشبه ذلك الذي كان يستمع إليه إنديانا جونز في بداية الفيلم، وينتهي كلا المشهدين بالبطلين يهربان من الحريق الذي يحدث بعد ذلك…

02. مرة أخرى يكون التشابه بين اللعبة و سلسلة أفلام إنديانا جونز ، هذه المرة التشابه موجود بين مشهد القتال الذي يخوضه ناثان على متن طائرة مخصصة لشحن البضائع و المستعار من فلم Indiana Jones: Raiders of the Lost Ark ، و يرتبط المشهد أخيراً بفلم آخر لهاريسون فورد وهو Air Force One حيث ينتهي الفلم أيضاً باقتتال على متن طائرة مفتوحة…

03. هنالك لقطة أخرى مستعارة من فلم The Poseidon Adventure حيث تتحطم السفينة التي يكون على متنها البطل ناثان ، و سيكون عليه الهرب منها قبل أن يغمرها الماء ، و هو نفس الحدث من الفلم تقريباً…

04. هنالك أيضاً مشهد مستعار من فلم Indiana Jones: the Last Crusade  ، ففي كل من اللعبة و الفلم يتذكر البطل موقفاً من طفولته يشير إلى الأدوات التي يحملها ، و التي سيكون لها دور أساسي في المهمة التي يقوم بها ، و الطريف في هذا الأمر أن كلا الموقفين كان في الجزء الثالث من اللعبة ، و الفلم !…

في النهاية طبعاً، هنالك المشاهد السينمائية التي يتوقع المرء أن يشاهدها من بطل في بيئة صحراوية غريبة عليه ، حيث هذه المشاهد مستعارة من أفلام الغرب الأمريكي “الويسترن” مثل فلم The Good, the Bad and the Ugly ، حيث يسير البطل في الصحراء لمسافات طويلة بدون ماء أو ظل ، و تبدأ حينها الشمس بالتأثير عليه ، فيصاب ناثان بالجفاف و يبدأ الهلوسة… عذراً على الإطالة في هذا الجانب ، و لكنني أردت الإسهاب هنا حتى يعرف القارئ مدى تأثر هذه اللعبة بالأفلام و مدى محاكاتها لها في كثير من النواحي ، أي أن العروض السينمائية في هذه اللعبة لن تعدو عن كونها فلما تشارك أنت في سير أحداثه بتحكمك ببطل هذه القصة ، لكن هذا بالطبع لا ينقص مخرجي هذه اللعبة حقهم بأنهم جاؤوا بأفضل العروض السينمائية التي تم تصويرها في لعبة فيديو معاصرة.

Heavy Rain

السينمائية

باقتضاب ، هذه اللعبة من تطوير استوديو Quantic Dream ومن نشر شركة Sony، و بشكل حصري على منصة PS3 أيضاً . هذا الاستوديو مغرم تماماً بالأعمال السينمائية و يحب دائماً تقديم ألعابه بأسلوب الأفلام ، حيث يجعلك تشعر بأنك لا تلعب فقط ، بل تشاهد فلما و تشارك فيه ، و لكن ما تشاهده مرتبط إلى حد كبير بمشاعرك و رغباتك التي تتحكم بها من خلال ضغطك على أزرار التحكم. القالب العام لقصة هذه اللعبة هو (مدى التضحية في سبيل من تحب) ، فقصة هذه اللعبة تدور حول أربع شخصيات رئيسية لكل منهم حياته الخاصة ، لكنهم يجتمعون في النهاية على القبض على قاتل Origami، و هذا الأوريجامي هو عبارة عن مجسم ورقي لأشكال مختلفة من الحيوانات ( من التراث الياباني ) ، و القاتل يقوم بقتل الصغار و إغراقهم و يضع مجسم أوريجامي صغير في أيديهم و زهرة أوركيد على صدورهم.

لا أريد الخوض أكثر في تفاصيل القصة ، لكن مما قرأتم ، يجب أن تعرفوا الأجواء الكئيبة لهذه اللعبة و الغنية بالمشاهد الحزينة الدرامية ، و هذه اللعبة أصلاً تعتمد بشكل كبير للغاية على قصتها الناجحة ، و مع كل قصة ناجحة  عروض سينمائية ناجحة أيضاً J بغض النظر عن عيوب اللعبة ، فهي قدمة تجربة تحاكي أفلام السينما بشكل كبير ، حيث ستكون العروض السينمائية مبنية على الخيارات التي تقوم بها في اللعبة ، من أجل رحلة أكثر عمقاً و تفاعلاً مع بيئتها الكئيبة . و أريد أن اقتبس من كلاس السيد David Cage  من استوديو Quantic Dream، أنه على صناعة الألعاب أن تقدم كل ما هو مبتكر ، و إلا ستموت. فكل ما جاءت به من تقنيات عرض ثلاثية الأبعاد ، و الاهتمام بكل التفاصيل ، حركة العيون ، تجاعيد الوجه ، الإضاءة … كل شيء تقريباً ، جاعلاً منها “اللعبة الفلم” إن صح التعبير.

Mass Effect 2 

السينمائية

في عجالة ، هذه اللعبة من تطوير استوديو BioWare و من نشر EA ، و هي على منصتي 360  و على PS3 و على الحاسب الشخصي أيضاً. هذه اللعبة تجري في قالب سينمائي لفلم خيال علمي ، حيث يكون البطل شيبرد في عام 2183 بعد انتهاء أحداث الجزء الأول بفترة وجيزة. تشاهد ببداية اللعبة فيديو سينمائي رائع للغاية لسفينة فضائية تسمى نورماندي Normandy تحلق في الفضاء وتؤدى مهمة روتينية وهي تحديد والقضاء على أي قوات من الـ Geth وذلك بقيادة القائد شيبرد. شيبرد قائد سفينة نورماندي.و لكن فجأة تصطدم لمواجهة سفينة غريبة أقوى من النورماندي بكثير وبقيادة عدو جديد اسمه Collectors والذين ينجحوا في هزيمة شيبرد، الذي يأمر طاقمه على إخلاء السفينة على الفور، و يذهب هو لإنقاذ صديقه Joker والذي يتولى قيادة السفينة . ينجح شيبرد في وضعه بإحدى كبسولات الهروب لينطلق بسلام ، ولكن للأسف لم يستطع شيبرد الهروب ليحلق جسده بالفضاء وهو يرى سفينته تنفجر ثم يختنق بأثر نفاذ الأكسجين ويدخل جسده نطاق الغلاف الجوي لأحد الكواكب القريبة.

بعد هذه المقدمة المقتضبة ، يجب أن تعرف أيضاً أنها بسبب استخدام Mass Effect 2 لأحدث التقنيات و اهتمامها الكبير بكل نواحيها ، من قصة و من رسومات ، و اعتمادها على تقنية Motion Capture ، حصدت الكثير من الجوائز ، و احتلت مكانها كأفضل لعبة في بعض من المواقع العالمية التي تعنى بالألعاب. بما أن هذه اللعبة هي لعبة RPG (من نمط ألعاب لعب الأدوار) ، فهذا يحتم عليها أن تعير اهتماماً إضافياً من ناحية العروض السينمائية ، و تصويرها بأدق تفاصيلها .

فعروضها تبين كل المواقف و الأحداث التي تمر بها القصة – هذه نقطة جوهرية في كل ألعاب الآر بي جي – غالباً ، ستجد عروض هذه اللعبة عبارة عن محادثات بين شخصيات اللعبة ، و ستجد بين الحين و الآخر بعض العروض السينمائية القوية و التي تبرز أهم أحداث القصة ، بإخراج و اهتمام فائقين بتصوير و حركة الشخصيات ، و التأثيرات المرئية من  Motion Blur (هذه التقنية التي تقوم بتأثير تشويشي على الحركة في اللعبة مما يضفي جمالية إضافية) والإضاءة و الظلال ، كل ذلك ستجده بشكل رائع و خارق للعادة فيما إذا كنت قد جربت نسخة الحاسب الشخصي ، و كنت من المحظوظين الذين لديهم المال الكافي لشراء الجهاز ذي المواصفات الخارقة حتى تعرف مدى اهتمام المطورين بتصميم و قولبة هذه اللعبة…

بغض النظر عن أن هذه السلسلة أصبحت سلسلة هدفها الربح المادي ، و أنها لم تعد تقدم أفكارا جديدة ، و أنها أصبحت أيضاً عبداً للوحش المادي الذي لا يرحم و يجبر الجميع على مواكبة “الموضة” بغض النظر عن توجه اللعبة ، لكنها بالتأكيد تحفة رائعة من الناحية التقنية ، و من ناحية موضوعنا الأساسي في هذا التقرير ، و هو العروض السينمائية.

MW2 

السينمائية

اسم هذه اللعبة الكامل هو Call of Duty: Modern Warfare 2 و هي اللعبة الأيقونة في عالم الألعاب ذات المنظور الأول ، تم تطويرها من قبل شركة Infinity Ward و نشرها عن طريق Activision ، على منصات 360 و PS3 و بالإضافة للحاسب الشخصي الذي يستعمل نظام ويندوز. هذا الجزء هو الجزء السادس من سلسلة Call of Duty الذي يعد ربما أفضل أجزاء السلسلة من حيث طور القصة و الرسومات و الدقة في التحكم و الوضوح ، أضف على ذلك الموسيقا الأكثر من رائعة من تأليف Hans Zimmer ، و حقق أعلى المبيعات في عام 2009 (رغم تأخر إصدار النسخة) ، و حصل على عدة جوائز ، و قد يستغرب البعض أن هذا الإصدار هو أفضل من إصدار MW3 لكن كما يقال: إذا عرف السبب ، بطل العجب ، فالإصدار الثالث لم يشارك فيه معظم الذين شاركوا في تطوير MW1 و MW2 بسبب مشاكل مع Activision .

لا أريد الإسهاب كثيراً في ذكر هذه التفاصيل ، لكن مما كتبت لكم يجب أن تعرفوا مقدار الاهتمام الذي أولته الشركة المطورة بهذه اللعبة ، من كتابة للقصة و إخراج سينمائي للأحداث ، و موسيقا تصويرية أيضاً ، كل هذا جعل من العروص السينمائية في هذه اللعبة أمراً لا يمكن مقاومته . و على الرغم من الإمكانيات المتواضعة لمحرك هذه اللعبة بالمقارنة مع محركات الألعاب كلها التي سبق ذكرها ، لكن هذا لم يمنع أبداً من أن يتم تقديم كل العروض السينمائية بأدق تفاصيلها ،  فزوايا الكاميرا و طريقة الإخراج عند كل حدث من أحداث القصة مذهل فعلاً ، فأنت فيها تعيش فلم أكشن حقيقي .

يقوم أبطال القصة بتنفيذ العديد من المهمات في مختلف بقاع العالم ، من إضاءة و عرض للبيئة و تصويرها بشكل مثالي ، كل هذا سيجعلك ربما تصدق ما يعرض لك على الشاشة أمامك من مقاطع أحداث ( على الرغم من بعض المبالغات طبعاً و المعتادة في ألعاب الأكشن ،و أفلام الأكشن أيضاً ) ، و يدفعك للانغماس أكثر فأكثر في مدى العناية الفائقة من المطورين و المصممين حينما قاموا بتسليط الضوء على كل جزئية صغيرة و كبيرة ، خلال تصميمهم و عرضهم ، و إخراجهم لجميع العروض السينمائية ببراعة يحسدون عليها من قبل أهم المخرجين في هذا المجال.

كلمة اخيرة … أود القول أن هنالك من يقول أن متعة الألعاب تكمن في بساطتها ، لا في ضخامة انتاجها ( و هذا صحيح بالطبع ) لكن ، هذا بالتأكيد لن يمنع كبار الشركات و المطورين للقيام بخطوات جريئة ، لتحقيق قفزات نوعية في عالم الألعاب ، بجعلها تضاهي ، بل تتفوق في بعض الأحيان على صناعة الأفلام بكل جبروتها و عظمتها و ضخامة إمكانياتها. في الختام ، يقول المخرج الأميركي الشهير ستيفن سبيلبيرغ أن تصميم لعبة فيديو ما أصعب بكثير من إخراج فلم سينمائي ، لأنه يرى أنه في الفلم من الممكن تطبيق جميع الأفكار بفضل المؤثرات الحاسوبية ، أما في لعبة الفيديو فتكون الأفكار أمامك موجودةً و لكن يبقى تجميعها في قالب واحد شيئا صعباً. و إن تم ذلك فمن الصعب أن تقنع شركة عملاقة بالمغامرة من أجل تطبيق الفكرة و نشرها… حذار يا سبيلبيرغ ، فهنالك من قام بذلك للتو .

نلعب

مؤسس موقع NG4A ومتعصب للألعاب التي تثبت نفسها أكيد مثل "قيرز" وهلالي وأعشق السباقاتي!
زر الذهاب إلى الأعلى